و كانت تهمس لما حولها، أن اذهب عني
ما أنت إلا سراب
ما أنت إلا أماني المنصهرة
ما أنت إلا عذاب دائم نهايته التراب
كانت إذا انزوت، شهدت أعاجيب ألجزيئات وتفاصيل
الكون من شتى النوافذ والجهات
كان قلبها يقطر ماء الروح وروحها تتغذى
من
ذلك الوجدان
وحيدة تطوي صحائفها، وحيدة وحدة الغريبات
تائهة بين معالم الإنسانية الضائعة وبين
جدران كئيبة
لم و لن يغذي سريرتها و يرتفع بها سوى ذلك
النور
الإلاهي، ألا وهو هدف الحياة
كلما أرادت أن ترى الحياة، وقفت على أطلال
الحقيقة، علىأطلال الممات
كلما أرادت أن تقطع مع الماضي، وجدت أشباحه
تدفعها للإنكسار و التزام الصمت والثبات
هذه طفلة بين النساء العابرات، تغذت برحيق
دينها، واجترعت مرارة الحياة
بئسا لكل من اتصف بالإنسانية ومر مرور الكرام
على آهات الإماء